* ـ يظن كثيرون الحياء هو الخجل أو أن الخجل جزء من الحياء .. ولكن في الحقيقة أيها الإخوة والأخوات إن الخجل عكس الحياء .. فسبب الخجل هو شعور بالنقص داخل الإنسان , فهو يشعر أنه أضعف من الأخرين وأنه لا يستطيع مواجهتهم حتى ولو لم يفعل شيئاً خطأ .. وهذا مختلف تماماً عن الحياء فالحياء .. شعور نابع من الاحساس برفعة وعظمة النفس فكلما رأيت نفس رفيعة وعالية كلما إستحييت أن أضعها في الدنيا ... فالحيي يستحي أن يزني أو يكذب لأنه لا يقبل أن تكون نفسه بهذه الدنيا .. ولكم الخجول إذا أتيحت له الفرصة دون أن يراه أحد لفعل .
* ـ والحقيقة أيها الإخوة أنني متأثر جداً بشخصية من أعظم الشخصيات في الإسلام وهي شخصية الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه .. التي تميزت بالحياء لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا : (أنه تستحي منه الملائكة من شدة حياءه) من مسند احمد .. ولكن هذا الرجل لم يكن يمنعه حياؤه من المطالبة بحقه وأن ياخذ حقه وهذا عكس الخجل
*********************
.هل الحياء صفة يولد بها الإنسان أم أنه يمكن اكتسابه.....؟
نولد جميعاً على الفطرة وهناك حديث جميل للنبي صلى الله عليه وسلّم يقول
فيه ( إنما العلم بالتعلّم وإنما الحلم بالتحلّم) عن أبي الدر داء في
الجامع الصغير.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول لنا ليس هناك خلق لا يمكن اكتسابه
فإذا صبرت تتعلم الصبر, وإذا كنت كذوباً تكون صادقة بالتدريب وإذا لم تكن
حيياً يمكنك أن تكون صاحبة حياء بالتدريب أيضاً.
ويكفينا أن نتعلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلّم الذين كان حالهم
مختلف قبل الإسلام ولكن بعد أن أسلموا ارتبطوا بهذا الدين وتخلّقوا
بأخلاقه